تبدأ بإنشاء مشروع نحل صغير صالح للنجاح... تربية النحل من أنجح المشروعات الاقتصادية، والعائد منها هو الأعلى بلا منازع؛ فثمن الخلية الخشبية حوالي 50 جنيها مصريا، وثمن طرد النحل حوالي 50 جنيها أخرى، أي أن تكلفة طائفة النحل 100 جنيه.. هذه الطائفة تعطى في المتوسط 20 كجم عسل، وسعر الكيلو 15 جنيها، وهذا يعني أن قيمة العسل 300 جنيه.
هذا، مع العلم أن هذه الطائفة قد تستمر عشرات السنين، أي أن ثمنها الأصلي يحمّل على عشرات السنين.. ليس هذا فحسب، بل إن هذه الخلية التي بدأنا بها يمكن أن تقسم في السنة الواحدة من مرتين إلى ثلاث مرات، فهذه 100 جنيه أخرى. وليس هذا هو كل شيء، بل يمكن أن نحصل على غذاء ملكي وحبوب لقاح تمثل عائدًا إضافيًّا.
وتتكون طائفة النحل من:1- ملكة واحدة، وهي الأنثى الخصبة الوحيدة في الخلية، ووظيفتها الوحيدة هي وضع البيض، ولها آلة لسع لا تستخدمها إلا في قتل الملكات المنافسة لها.
2- ويوجد بالخلية آلاف من الشغالات، وهي إناث عقيمة تقوم بجميع الأعمال من رعاية البيض حتى يفقس، وتغذية اليرقات، وبناء الأقراص الشمعية، وجمع الغذاء وتخزينه، والدفاع عن الخلية وتنظيفها، وتغذية الملكة بالغذاء الملكي.
3- كما يوجد بالخلية عدد من الذكور، وتظهر هذه الذكور في الخلية عند توافر الغذاء والظروف الجوية المناسبة.. ووظيفتها الوحيدة هي تلقيح العذارى (الملكات الحديثة)، ولا تستطيع القيام بأي عمل آخر، ولا تملك آلة لسع.
جدير بالذكر أن الشغالات تقوم بقتل جميع الذكور في نهاية موسم الرحيق، بحيث تخلو الخلايا تماما من الذكور في الشتاء.
إنـشــاء خلـيـة الـنـحـــل
رعـايـة النــحـل (النحالة)
مقاومة الآفـات والأعــداء
تغذية النحل وفرز العسل إنشاء خلية النحل
*إنشاء الخلية الخشبية:تصنع الخلايا من خشب يتحمل الظروف الجوية، ويطلى من الخارج فقط بلون رمادي، وتتركب الخلية من الأجزاء التالية:
1- حامل الخلية: له أربع أرجل، ومثبت فيه لوحة الطيران.
2- القاعدة: يفضل أن تكون سميكة (1.5سم)، ولها حواف من الجهتين.
3- صندوق التربية: وهو الصندوق السفلي؛ حيث تربى الحضنة، ويسع 10 براويز.
4- غطاء داخلي: من الخشب الرقيق بمساحة الصندوق، وبه فتحة للتهوية.
5- صندوق العسل: يخصص للعسل، وقد يضاف للخلية الواحدة أكثر من صندوق عسل، ويفصل الغطاء الداخلي المحتوي على حاجز ملكات صندوق العسل عن صندوق التربية (حاجز الملكات عبارة عن سلك يسمح بمرور الشغالات ولا يسمح بمرور الملكة).
6- الغطاء الخارجي: يصنع من الخشب، ويثبت فوقه طبقة من الزنك لحماية الخلية من المطر.
7- الباب الخشبي: قطعة خشبية مستطيلة، بها فتحة كبيرة للصيف، وفتحة ضيقة للشتاء.
8- البراويز الخشبية: 20 بروازًا يثبت بها سلك صلب وشمع أساس.
*كيف تنشئ منحلاً؟يمكن تربية النحل في الحديقة الخلفية للمنزل أو فوق أسطح المنازل، ويقوم بعض الهواة بتربية النحل في إحدى حجرات المنزل داخل خلايا زجاجية لها فتحة تؤدي إلى الخارج. ويستطيع الهاوي رعاية 25 طائفة في أوقات فراغه.
موقع المنحل:يجب أن يكون قريبا من البساتين والحقول، وأن يكون في منطقة سهلة المواصلات، ومنعزلة عن الطريق العام؛ حتى لا يؤذي المارة، وأن يكون بعيدا عن الحظائر كريهة الرائحة، وبعيدا عن المناطق التي يكثر فيها دبور البلح، والمناطق المزعجة مثل السكة الحديد.
عدد الطوائف:يفضل البدء بعدد قليل، ثم نزيد العدد بالتقسيم في الأعوام التالية، ويحسن البدء بعشر طوائف؛ حتى يكتسب المبتدئ الخبرة اللازمة.
تجهيز المكان:يفضل عمل سور حول المنحل من الطوب أو البوص أو شجيرات الأسيجة.. وتزرع أشجار متساقطة الأوراق مثل التوت، فتوفر الظل في الصيف والشمس في الشتاء، أو يتم عمل تكعيبة من الخشب البغدادي للسقف، ويتسلق عليها اللوف أو العنب أو تغطى بحصير.. يلزم حجرة لفرز العسل وأخرى لتخزين الأدوات.. وتوضع الخلايا الفارغة؛ بحيث تكون المسافة بين كل خلية وأخري مترًا واحدًا تقريبًا، وتكون فتحاتها ناحية الجهة الجنوبية؛ حتى تستقبل الشمس في الصباح، فيبكر النحل بالسروح.
شراء النحل:يتم شراء النحل من مصدر موثوق به (مثل كليات الزراعة)، ويباع طرد النحل (خمسة براويز عليها نحل وحضنة ومعهم ملكة) بنحو 50 جنيها، وينقل في صندوق سفر محكم الإغلاق، ويوضع كل صندوق- وهو ما يزال مغلقا- فوق الخلية الخشبية التي سوف يسكنها، وبعد يومين يتم وضع براويز النحل المشتراة في الخلية الخشبية.
*رعاية النحل (النحالة)
من الضروري حماية النحال من لسع النحل، خاصة إذا كان النحل شرسا. وجدير بالذكر أن بعض الأنواع هادئة، فلا تحتاج إلى أي ملابس خاصة، ولكن يفضل للمبتدئين- بصفة خاصة- ارتداء معطف من قماش سميك، وقناع سلكي للوجه، وقفازين. ويلزم أيضا مدخن لتهدئة النحل، وذلك بوضع لفافة من الخيش المشتعل. كما يلزم عتلة أو سكين لتحريك البراويز، وفرشاة رقيقة لإزالة النحل من فوق الأقراص الشمعية.
عمليات النحالة
1- تثبيت شمع الأساس في البراويز الخشبية:
يتم شراء شمع الأساس، وهو عبارة عن شمع نحل يتم صهره وتحويله إلى رقائق مثل الورق، وتطبع العيون السداسية على الناحيتين.
يتم شد سلك صلب مجلفن مع تثبيته في البراويز- كما في الشكل- ثم إدخال شمع الأساس "خلف خلاف" مع السلوك المشدودة (وقد نستخدم عجلة التثبيت لغرز السلك في الشمع)، ثم ندخل طرف شمع الأساس في المجرى السفلي للخشبة العليا للبرواز، ويثبت بصب شمع منصهر في هذا المجر.. تجهز هذه البراويز في الشتاء وتضاف للخلايا القوية؛ حيث يقوم النحل بمط هذا الشمع أو ببناء العيون السداسية فوقه متبعا العيون المطبوعة عليه.
2- فحص الخلايا:
يتم فحص خلايا النحل مرة كل أسبوع في الربيع والصيف، بينما يقل هذا المعدل في الخريف، ويمكن أن يفحص مرة كل شهر في الشتاء.. الغرض من الفحص هو الاطمئنان على وجود الملكة وهدم البيوت الملكية التي لو تركت لأنتجت عذارى تؤدي إلى التطريد، وكذلك من أغراض الفحص إضافة المزيد من البراويز ذات شمع الأساس أو الناتجة من الفرز إذا كانت الخلية قوية أو إضافة براويز حضنة من خلية أخرى لتقوية الخلايا الضعيفة… إلخ.
وقت الفحص: يتم الفحص من الساعة التاسعة صباحًا حتى الثالثة عصرًا، وذلك حتى يكون النحل الجمّاع الشرس في الحقل؛ مما يسهل الفحص، ويجب تجنب الفحص في أثناء هطول المطر أو البرد القارس أو الرياح.
طريقة الفحص: يقف الفاحص عند أحد جانبي الخلية، ويدخن بهدوء على فتحة الباب، ثم يرفع الغطاء الخارجي ويدخن، ثم ينتظر قليلاً، ثم يزيل الغطاء الداخلي ويبدأ الفحص.. الدخان يؤدي رسالة للنحل مفادها أن هناك خطرًا من الحريق، وبالتالي تلتهم الشغالات كمية كبيرة من العسل وتختزنها في بطنها استعدادا للهجرة؛ مما يجعل النحل غير قادر على اللسع بسبب امتلائه.
يمسك النحال بالعتلة (أو السكين) في يده اليمنى ويحرك بها البراويز؛ لأنها تكون ملتصقة بالشمع، ثم يمسك البرواز من منتصفه بيده اليسرى ويرفعه خارج الخلية، وينظر فيه من الجهتين، ثم يضعه بجوار الخلية مستندا عليها، أو يضعه في صندوق فارغ مجاور (وذلك لإفساح مكان داخل الخلية)، ويوالي فحص البراويز الأخرى.
هدم البيوت الملكية وبيوت الذكور: وهى من أهم مهمات الفاحص؛ فالبيوت الملكية تؤدي إلي التطريد، وبيوت الذكور تؤدي إلي إنتاج أعداد هائلة من الذكور التي تلتهم العسل دون أن تقوم بوظيفة مفيدة، ويمكن تمييز البيت الملكي بسهولة؛ فهو كبير ومدلى لأسفل، ويشبه الفول السوداني غير المقشور– كما في الشكل- أما بيوت الذكور؛ فيمكن تمييزها قبل تغطيتها باتساع فتحتها، وبعد التغطية ببروز الغطاء كالقبة، بينما غطاء بيوت الشغالات غير بارز.
تنظيف الخلية: يقوم النحل بكل الوظائف بما فيها النظافة، ولكن الخلايا الضعيفة تحتاج لبعض المساعدة؛ فيتم إزالة الحشرات الميتة من الأرضية وكنسها، كما يتم إزالة الزوائد الشمعية.
التعلية: يتم إضافة أدوار علوية عند امتلاء أقراص الدور السفلي بالحضانة والعسل، ويراعى أن أقراص الحضانة تكون في المنتصف، وأقراص العسل وحبوب اللقاح على الجوانب.
3- تقسيم الطوائف:
يتم بهدف زيادة عدد طوائف المنحل أو بهدف بيع هذه الطوائف، ويلاحظ أن التقسيم لا يتم إلا إذا كانت الخلايا قوية ومزدحمة بالنحل، ويجب التنبيه على أن التقسيم سوف يؤثر على إنتاج العسل؛ لأنه كلما زاد عدد النحل في الطائفة زاد الإنتاج، كما أن النحل سينشغل في بناء البيوت الملكية وإنتاج ملكة جديدة.
وتحتاج عملية التقسيم إلي صندوق سفر محكم المنافذ، ويتم غلق فتحة خروج النحل بإحكام، والميزة في صندوق السفر هي وجود فتحة تهوية مغطاة بالسلك، فرغم إحكام الإغلاق فسيدخل الهواء للنحل. والخلية التي سيتم تقسيمها يجب أن تكون قوية وبها أقراص بيض.. نأخذ خمسة أقراص بما عليها من نحل- يجب أن يكون أحد الأقراص على الأقل مليء ببيض لم يفقس بعد- ونضعها في صندوق السفر مع إحكام غلق الصندوق؛ لأن خروج أي نحلة معناه خروج كل النحل وعودته إلي خليته الأصلية.
يوضع صندوق السفر في مكان، يفضل أن يكون بعيدا عن الخلية الأصلية بعدة أمتار.. يلاحظ أننا لا ندري هل الملكة في صندوق السفر أم في الخلية الأصلية، وليس لهذا أهمية كبيرة؛ لأن النحل الذي ليس لديه ملكة سيقوم ببناء بيوت ملكية حول بعض البيض وينتج عدد من الملكات.
يظل النحل في صندوق السفر محبوسا مدة ثلاثة أيام، يكون خلالها قد نسي خليته الأصلية، واعتبر الموقع الجديد خلية له.. نفتح باب الخلية بعد ثلاثة أيام ثم نتركه لمدة أربعة أيام أخرى، ثم نفحص الأقراص.. لو كان معهم الملكة الأصلية فليس لديهم مشكلة، ويتم استبدال صندوق السفر بخلية خشبية، ونضيف لهم أقراص فارغة. أما إن لم تكن معهم الملكة فسنجد الكثير من البيوت الملكية، وعلى النحال عندئذ هدم كل البيوت عدا أكبر بيت أو بيتين، وبعد أسبوع آخر تخرج العذراء وتتلقح ويصبح لدينا طائفة جديدة. وفي مهنة النحالة يعتبرون من يجيد التقسيم نحالا، ومن لا يجيده ليس بنحال؛ فهي أهم عمليات النحالة بلا شك.
4- ضم الطوائف :
في كثير من الأحيان يقوم النحال بضم الطوائف الضعيفة، خاصة في موسم الرحيق حتى يزيد المحصول؛ فإنتاج خلية واحدة قوية أكبر من إنتاج خليتين ضعيفتين، كما يتم الضم لأسباب أخرى مثل اجتياز الشتاء؛ فالخلايا الضعيفة لن تجتاز الشتاء ببرده وقلة رحيقه، أو قد يكون لدينا طائفة فقدت ملكتها وفشلت في إنتاج ملكة جديدة، فتظهر بها الأمهات الكاذبة (شغالات تضع بيضا غير مخصب) وإحدى وسائل القضاء على هذه الأمهات الكاذبة تكون بضم هذه الطائفة إلى طائفة أخرى قوية تقوم شغالاتها بقتل الأمهات الكاذبة.
هناك طرق عديدة للضم، ولكن الطريقة التي نجحت معي هي طريقة أوراق الجرائد؛ حيث يتم- أولا- قتل أضعف الملكتين، ويرفع غطاء الخلية ذات الملكة، وتغطى الأقراص بورقة جرائد مثقوبة بضعة ثقوب بمسمار 5 سم، ثم نحمل صندوق الخلية الأخرى التي قتلنا ملكتها ونضعه فوق صندوق الخلية الأولى، أي أن ورقة الجريدة تفصل الصندوقين عن بعضهما، فلا يتقاتل نحل الطائفتين؛ لأنهم لن يتصلوا ببعض.
والميزة في الثقوب أنها تنقل فرمونات (رائحة) الملكة إلي النحل اليتيم، فيتخذها ملكة له، وهذا الأمر يلزمه 3 أيام يكون النحل خلالها قد وسع الثقوب، وانتقل من أعلى لأسفل، وبالعكس في سلام.. فقد أصبحوا خلية واحدة.
مقاومة الآفات والأعداء
للنحل قائمة طويلة من الأعداء الطبيعية، مثل: الزرزور، والفئران، والضفادع، والسحالي، والبرص، والعناكب، والدبور الأصفر، وحشرة ذئب النحل، والذباب السارق، والنمل، وقمل النحل، وفراشة السمسم، وفراشة الشمع، ولكن أخطر الأعداء بلا منازع هما طائر الوروار ودبور البلح.
ويجب الإشارة إلى أن الخلية القوية لا نخشى عليها من أية آفة؛ فالنحل قادر على صدّ كل هذه الأعداء، بشرط أن تكون الخلية قوية.. وخطورة دبور البلح وطائر الوروار تتمثل في أنهما يصيدان النحل خارج الخلية؛ فالدبور الذي يجرؤ على دخول خلية النحل لن يخرج حيا إلا إذا كانت الخلية ضعيفة جدا، ومن قوانين النحل أن الدبور إذا خرج حيا من إحدى الخلايا؛ فهذه خلية مقضي عليها لا محالة. وإنما يقترب الدبور من باب الخلية ويخطف أحد حراس الباب ويطير به بعيدا.
ويجب بداية عدم إنشاء المناحل في المناطق الموبوءة بهذا الدبور، كما أن هناك طرقا عديدة لمقاومته، منها خلط مبيد حشري مع لحم سمك ووضعه بالقرب من الخلايا (فهذا الدبور يأكل اللحم) أو باستخدام مصايد للدبابير تباع في محلات النحالة. أما الوروار فهو يهاجر في جماعات، ويهدد المناحل في الربيع، ويلتهم الطائر الواحد مئات النحل في اليوم، كما يصيد النحل في الجو؛ فله قوة إبصار عجيبة وقدرة على الطيران والمناورة مذهلة، ولا حيلة للنحال في مقاومته. ولكن النحل له حيل كثيرة وطريفة، وكم تمنيت أن أسجل هذه الحيل بكاميرا فيديو.
مقاومة النحل للوروار:يحط سرب الوروار (50 –100 طائر) على المباني والأشجار المحيطة بالمنحل، ويلتهم النحل الرائح والغادي، وبمجرد شعور النحل أن الوروار بالخارج؛ فأول إستراتيجية دفاعية هي عدم الخروج من الخلايا، عسى أن ييئس الوروار من قلة الصيد فيرحل، فإذا لم يرحل خلال ثلاثة أيام لا بد للنحل أن يخرج لجلب الماء والغذاء للخلية؛ فيخرج ولكن بتكنيك منظم.
وفي العادة يسرح النحل في الساعة التاسعة؛ حيث يكون الجو صحوا، ويكون الندى قد تتطاير من الأزهار، ولكن في هذه الحالة الاستثنائية يسرح مع انبلاج الفجر حتى يتعذر على الوروار رؤيته، ويحصل على الماء والرحيق، ولكنه لا يعود للخلية أثناء النهار، بل بعد غروب الشمس ويعود في وقت واحد، فيصعب الصيد لتعذر الرؤية، كما تزيد فرص النجاة لكثرة العدد.
إذا مرت الأيام ولم يرحل السرب، يرمي النحل بآخر سهم في جعبته؛ فيهاجم طيور الوروار، فأي طائر يقترب من المنحل يهاجمه سرب من النحل ويطارده لمسافة طويلة.. وللعلم فإن الريش يحمي طائر الوروار، ولكن نقطة ضعفه في عينيه؛ لذلك يفر من اللسع، وعندما يتّبع النحل هذا التكنيك لا يلبث أن يرحل سرب الوروار.
مقاومة الأمراض:
يصاب النحل بالعديد من الأمراض، لعل أخطرها هو مرض "الفاروا"، وهو أحد أمراض الحضنة، يسببه أكاروس (عنكبوت). بالكاد يمكن رؤيته بالعين المجردة.
تتطفل أنثى الفاروا البالغة على جسم الشغالات البالغة، وتمتص دماءها، أما الذكور فلا تتغذى مطلقا.. وتضع الأنثى بيضها على يرقات النحل، وعندما يفقس بيض الفاروا يتغذى علي يرقات النحل، فتتعفن وتموت.
وعلاج هذه الآفة هو حمض الفورميك (حمض النمليك)، وهو حمض طبيعي يفرز من النمل، ويوجد ضمن التركيب الطبيعي للعسل.. توضع كمية من هذا الحمض في عبوة بلاستيك أو زجاج تكون منضغطة الجوانب؛ حتى يمكن وضعها بين الأقراص، ويتم ثقب غطاء هذه العبوة حتى يتبخر الحمض فيقضي على الفاروا بينما يتحمله النحل، ويلاحظ أن النحل يسد هذا الثقب، وبناء عليه يجب تسليكه من وقت لآخر، كما يجب أن يوضع العلاج لكل الخلايا في وقت واحد، ويستمر لمدة 15 يوما.
تغذية النحل وفرز العسل
تغذية النحل:في بلاد مثل مصر لا يحتاج النحل لأي تغذية صناعية؛ فلا تخلو المناطق الزراعية من مصدر الرحيق صيفا وشتاء، إنما يلجأ النحالون في أوروبا وأمريكا الشمالية وروسيا إلي التغذية الشتوية؛ لأن الجليد لديهم يغطي كل شيء، بينما نحن لدينا في الشتاء زهور الفول وزهور المشمش والخوخ والبرقوق واللوز والكمثري وزهور الكافور والكازورنيا، هذا فضلا عن زهور الحشائش النامية بين المزروعات وعلى الجسور، فليس هناك أي ضرورة للتغذية الشتوية ولا في بقية الفصول بالطبع، بل إن للتغذية أضرارا جسيمة؛ فالمحلول السكري سرعان ما يتخمر، فيسبب للنحل إسهالا ودوسنتاريا، ويؤدي إلى هلاك أعداد كبيرة من النحل، وإنما يلجأ النحالون إلى التغذية في الشتاء- وأيضا في الصيف- كنوع من الغش؛ لأن النحل يحول المحلول السكري إلى عسل، كيلو سكر يعطى كيلو عسل.
ولكن في بعض الحالات تحتاج الخلايا إلي تغذية، خاصة الخلايا الضعيفة، أو إذا لاحظ النحال خلو الخلية من العسل أو انتشار السرقة بين الطوائف؛ فيقوم بتحضير محلول سكري 2 سكر: 1ماء، يسخن الماء دون الغليان ويضاف السكر مع التقليب المستمر حتى يذوب وتعصر ليمونة لمنع التسكر، وعندما يبرد المحلول يعبأ في أكياس نايلون ويوضع في الخلية مع ثقبه بإبرة رفيعة.
ويجب متابعة فحص الخلايا بعد التغذية كل ساعتين؛ للتأكد من أن المحلول لم يسل فيغرق الخلية، ويجب إزالة المحلول بعد عدة ساعات؛ لأنه يكون قد تخمر. وهناك بدائل لحبوب اللقاح، أهمها عبارة عن خليط من 3 أجزاء (دقيق- فول- صويا)، وجزء من خميرة البيرة، وجزء لبن فرز مجفف يتم عجنها بمحلول سكري مركز، وتوضع على قمم الأقراص على هيئة رقائق، وتغطى بورقة بلاستيك حتى لا تجف بسرعة.
فرز العسل:
يجمع النحل الرحيق في حويصلة خاصة بذلك في صدره، ويفرز عليه العديد من الإنزيمات، ثم يضعه في العيون السداسية، ويركزه بالتهوية عليه حتى يصل إلى درجة تركيز معينة؛ فيقوم بتغطيته بطبقة رقيقة من الشمع (رحيق مختوم).. يقوم النحال بجمع أقراص العسل المختوم، ويتم استخلاص العسل من القرص الشمعي بالطرد المركزي بعد كشط الغطاء الرقيق الذي يختم العسل.
الهواة المبتدئون، الذين لا يملكون فراز طرد مركزي، يمكنهم تقطيع قرص العسل بالسكين، وهو يباع على هذه الحال، خاصة إذا كان الشمع جديدا (أبيض اللون)، وهو أغلى من العسل السائل. أما إذا أراد الانتفاع بقرص الشمع الفارغ أو إذا كان الشمع أسود اللون- بسبب كثرة استعماله- فلا مناص من فرز العسل بفراز طرد مركزي. وهي عملية بسيطة، خاصة في وجود الفرازات الكهربية التي لا تتطلب بمجهود بدني.
بعد فرز العسل تُعاد الأقراص الفارغة إلى الخلايا، ويجمع العسل، ويوضع في المنضج (وعاء مستطيل له صنبور سفلي)؛ فتطفو الشوائب وقطع الشمع، ونحصل على العسل الرائق من الصنبور السفلي، ولا بد من تصفيته من خلال شاش أو قماش رقيق، ثم يعبأ من أجل التسويق.